عدوان متواصل على طولكرم ومخيميها لليوم الـ157 توالياً

عدوان متواصل على طولكرم ومخيميها لليوم الـ157 توالياً
فلسطينيات

طولكرم/ الاستقلال

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدونه على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـــ157 تواليا، ويصعد من إجراءاته التعسفية بحق مواطني المدينة والمخيم من خلال الملاحقة والاحتجاز والتنكيل، وذلك خلال توجههم الى منازلهم المهددة بالهدم لأخذ مقتنياتهم.

وأكد أن قوات الاحتلال أمهلت صباح اليوم الأربعاء، 50 مواطنا في مخيم طولكرم ساعات قليلة فقط لإخلاء منازلهم المهددة بالهدم ضمن مخطط الهدم الجديد، الذي يستهدف المخيم وبنيته التحتية في إطار مخطط شامل لطمس معالمه التاريخية والوطنية.

وكانت قوات الاحتلال أخطرت أمس الثلاثاء، بهدم 104 منازل وبنايات في مخيم طولكرم، بذريعة أغراض عسكرية، وأمهلت أصحاب المنازل مدة 72 ساعة لإخراج مقتنياتهم، بدءا من اليوم الأربعاء، وخلال الاسبوع المقبل.

وتوجه المواطنون صباحا إلى داخل المخيم عبر محورين رئيسيين حددهما الاحتلال، الأول المدخل من جهة المقاطعة، والثاني المدخل من جهة معمل أبو صفية وصولا إلى محطة الزينات، وسط حالة من الصدمة والحزن على مشاهد الدمار التي حلت بالمخيم بشكل عام والممتلكات بشكل خاص، يحملون ما تيسر من مقتنياتهم من بين أنقاض منازل دمرت كليا أو جزئيا.

وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان مقتضب، وصل "وكالة سند للأنباء" نسخة منه، أنها تعاملت مع ثلاث حالات انهيار عصبي، تم نقلها إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي لتلقي العلاج، في ظل مشاهد الدمار الواسعة والضغوط النفسية الهائلة التي تعرض لها السكان.

وقال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات المخيم فيصل سلامة، في تصريحات إعلامية، إن الاحتلال تعمد إذلال الأهالي عبر احتجازهم لساعات طويلة في ظل الأجواء الحارة، قبل السماح لهم بالدخول في أوقات محدودة وتحت رقابة مشددة.
وأشار إلى أن العائلات واجهت صعوبة بالغة في إخراج مقتنياتها بسبب الدمار الهائل الذي طال شوارع وأزقة المخيم، ما أعاق حتى حركة السير على الأقدام، وصعب عليهم نقل مقتنياتهم الى المركبات التي كانت تنتظر على مداخل المخيم.

وأوضح "سلامة"، أن قرار الهدم الجديد يشمل 104 بنايات سكنية، كل واحدة منها تضم أربع شقق، يعيش فيها نحو 400 عائلة، وهو استكمالا لسياسة التدمير التي ينتهجها الاحتلال للشهر الخامس على التوالي بحق المخيم.

وأكد أن ما يجري هو محاولة ممنهجة لطمس المعالم الجغرافية للمخيم، الذي يشكل رمزا من رموز النكبة ومحطة انتظار للعودة، بهدف شطب قضية اللاجئين، وإنهاء دور وكالة "الأونروا"، وشطب التاريخ الفلسطيني.

وشدد على أن الشعب الفلسطيني سيواصل صموده ونضاله حتى تحقيق الحرية، وعودة اللاجئين الى مدنهم وقراهم التي هجروا منها عام 1948، وإعادة إعمار ما دمره الاحتلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

في غضون ذلك، واصلت قوات الاحتلال فرض حصار مشدد على مخيم نور شمس ومحيطه لليوم الـ144 تواليا، مع انتشار فرق المشاة والآليات العسكرية في الأزقة والمداخل، بعد أن شهد خلال الأيام الماضية أعمال هدم للمنازل والمباني السكنية، تسببت في إحداث شوارع واسعة فصلت الحارات عن بعضها.

وبالتوازي، شهدت المدينة اليوم انتشارا لآليات الاحتلال، التي جابت شوارعها الرئيسية وتحديدا شارع نابلس ووسط السوق، واعترضت حركة تنقل المواطنين والمركبات مع إطلاق أبواق آلياتها بطريقة استفزازية، والسير بعكس اتجاه السير، معرضة حياة المواطنين للخطر.

وما زالت قوات الاحتلال تحول شارع نابلس الى ثكنات عسكرية عبر مواصلة استيلائها على عدد من المباني السكنية فيه الى جانب أجزاء من الحي الشمالي للمدينة وتحديدا المقابلة لمخيم طولكرم وأجزاء من الحي الشرقية القريبة من المخيم، بعد إخلاء سكانها قسرا، مترافقا مع نشر آلياتها وجرافاتها الثقيلة في محيطها.

ويشهد هذا الشارع الذي يعتبر حلقة وصل بين مخيمي طولكرم ونور شمس، أضرارا كبيرة بسبب السواتر الترابية التي وضعتها قوات الاحتلال قبل عدة أشهر، مع تواجد مكثف لقوات الاحتلال التي تقوم بإقامة الحواجز الطيارة والمفاجئة، ما يعيق حركة المركبات ويزيد من معاناة المواطنين.

وأسفر العدوان المتواصل حتى الآن عن استشهاد 13 مواطنًا، بينهم طفل وامرأتان، إحداهما كانت في الشهر الثامن من الحمل، إضافة إلى عشرات الإصابات والاعتقالات، وتدمير واسع طال البنية التحتية، والمنازل، والمحلات التجارية، والمركبات.

وأدى التصعيد إلى تهجير قسري لأكثر من 5 آلاف عائلة من المخيمين، أي ما يزيد على 25 ألف مواطن، وتدمير أكثر من 600 منزل تدميرا كليا، و2573 منزلاً تضررت جزئيًا، في ظل استمرار إغلاق مداخل المخيمين بالسواتر وتحويلهما إلى مناطق شبه خالية من الحياة.

التعليقات : 0

إضافة تعليق